هوانغ جين إي التي كانت من أعظم الشاعرات في تاريخ الأدب الكوري

كان الأدباء الكوريون القدماء كانوا يشبهون مشاعر الوحدة والغربة بليلة يوم دونغ جي . ومنهم الشاعرة "هوانغ جين إي" التي كتبت قصيدة للتعبير عن مشاعر فتاة تشتاق إلى حبيبها. حيث لا تستطيع أن تنام طوال ليلة يوم دونغ جي بل تنتظر قدوم حبيبها في يوم من أيام فصل الربيع الزاهي. وتتمتع هذه القصيدة بتقدير كبير من الخبراء نظرا لأسلوبها البلاغي الراقي . لدرجة انه يتم ترديدها على ألسنة الخبراء باعتبارها أبرز قصيدة خلال مملكة جوسون.

ومن المعروف ان الشاعرة هوانغ جين إي كانت قد عاشت خلال الفترة من عام 1506 وحتى عام 1544 وهي فترة حكم الملك جونغ جونغ الملك ال11 لمملكة جوسون. وطبقا لما ورد في بعض الكتب القديمة، ولدت هوانغ جين إي في أسرة أحد رجال الطبقة النبيلة ولكن والدتها كانت خادمة . ولذلك وعلى الرغم من انها كانت تمتاز بمواهبها الفنية والذكاء العبقري إلا أنها لم تتمكن من تلقي دروس رسمية في المراكز التعليمية بسبب القيود الاجتماعية المتحفظة. لكنها قررت ان تصبح فنانة تابعة لإحدى الحانات . وهكذا اختارت هوانغ جين إي طريق الحياة الحرة بدلا من الحياة العادية الهادئة التي خضعت لها معظم الفتيات الكوريات وقتها.
كانت هوانغ جين إي تتميز بقدرتها الفائقة على الغناء وكتابة الشعر والرسم إضافة الى جمالها الساحر مما جعل كثيرا من الرجال مولعين بها.

وبعد أن أصبحت فنانة تابعة لحانة، بدأت هوانغ جين إي تتعرف على العديد من رجال الطبقة النبيلة وتبادلت معهم علاقات أدبية من خلال كتابة الشعر والرسم . ومنهم " بيوك كيه سو" الذي كان من أبرز مسؤولي البلاط الملكي وقتها والذي كان يشتهر بالشخصية المستقيمة والولاء والإخلاص. ولكن كان ينحني أمام الشاعرة هوانغ جين إي لانها قد أثارت انتباهه بكتابة قصيدة بديعة . حيث قالت.. " يا بيك كيه سو، لا تتباهى برحيلك عني بسهولة.. اذا كان البحر ممتلئا ، سيصعب عليك العودة مرة اخرى.. ما رأيك أن تستريح هنا عندما يطلع البدر بأضوائه الزاهية..
وقد تميزت تلك القصيدة بمستوى فني راق ، وأسلوب التشبيه الجذاب المزدوج بين البدر وجمال الفنانة هوانغ جين إي مما جذب شعور بيك كيه سو.
وقد تجولت الفنانة هوانغ جين إي في مختلف أرجاء البلاد لكتابة القصائد للتعبير عن جمال المناظر الطبيعية الخلابة حتى توفيت وهي في سن الأربعين عاما فقط.

ورغم ان الفنانة هوانغ جين إي كانت قد عانت من العديد من الصعوبات بسبب خلفية ولادتها، الا أنها تمتعت بتقدير واحترام كبير نظرا لمواهبها الفنية وما لديها من معارف ، لدرجة انها كانت تجالس العديد من الشخصيات البارزة وقتها على الرغم من العادات والتقاليد المتحفظة لمملكة جوسون. ولذلك فهي لا تزال تعد رمزا لأعظم الفنانات والشاعرات في التاريخ الكوري.