باب الأمل مفتوح أمام نقل الأعضاء من الخنازير إلى البشر

باب الأمل مفتوح أمام نقل الأعضاء من الخنازير إلى البشر

[size=24]

عندما أجرى الفريق الطبي التابع للدكتور بارك
سيونج هوي أستاذ الباثولوجي "علم الأمراض" في كلية الطب بجامعة سيول
الوطنية عملية نقل جزء من نسيج بنكرياس خنزير إلى أربعة قرود مرضى بالسكر
بنجاح ، أعرب الدكتور بارك عن مشاعر متباينة.

ولم يكن هذا النجاح
متعلقا فحسب بالتغلب على مشكلات رفض نظام المناعة لعمليات نقل الأعضاء
وزراعتها ، ولكن أيضا بالتفاؤل إزاء إمكانية إجراء عمليات نقل الأعضاء من
إنسان إلى آخر مستقبلا.

ومن المعروف أن المجتمع الكوري يواجه مشكلة
ارتفاع معدلات الأعمار ، وذلك نتيجة لتحسن حالة الصحة العامة للسكان ، ومع
ذلك ، فإنه يوجد الآن أكثر من 3,5 مليون مريض بالسكر في البلاد.

وهناك واحد من بين كل عشرة بالغين في كوريا يعاني من السكر ، وحتى الأطفال يواجهون هذا المرض أيضا.

وتوجد
ما يقرب من مائتي ألف حالة إصابة بالسكر بين الأطفال ، والأعباء المالية
والنفسية الملقاة على عاتق آبائهم وأمهاتهم هائلة بالتأكيد.

ويملك العديد من مرضى السكر بنكرياسا غير قادر على إفراز الإنسولين ، وهو هرمون ينظم معدلات الجلوكوز في الدم.

وبشكل أكثر تحديدا ، توجد عملية فقدان لخلايا "بيتا" التي تنتج الإنسولين في أنسجة اللانجيرهانس التي تتوزع من خلال البنكرياس.

وهذه الحالة يطلق عليها اسم السكر من الدرجة الأولى ، أو "مرض سكر الاعتماد على الإنسولين" ، أو "إنسولين ديبندنت ديابيتس ميليتوس".

ويحتاج
المرضى بهذا النوع من السكر إلى الحصول على حقن إنسولين صناعي طوال حياتهم
، ومن بين الحلول الأخرى إجراء عملية نقل خلايا أنسجة البنكرياس ، وهو
إجراء به مخاطرة يتطلب توافر نظام مناعة ثابت ودائم بعده ، ولكن المشكلة
أنه حتى في حالة إجراء عمليات نقل الأعضاء بين إنسان وآخر ، فإن عدد
المتبرعين بالأعضاء يكون قليلا للغاية.

ومن المثير اكتشاف أن أنسجة
بنكرياس الخنزير تحتوي على الإنسولين نفسه مثل الإنسان تماما ، والسؤال هنا
: ماذا لو تم نقلها إلى الإنسان بدون الحاجة إلى إدارة عملية المناعة؟

في الوقت الحالي ، سيخلق هذا بالتأكيد عملية رفض أكثر عنفا للعضو المنتقل إلى الجسم.

وظلت
عملية التغلب على عمليات رفض الأعضاء المنتقلة من الحيوان إلى الإنسان في
الحالات الحرجة تمثل تحديا كبيرا لفترة طويلة بالنسبة للعاملين في مجال
الطب ، ولكن فريق البروفيسور بارك نجح في تحقيق اختراق مهم في هذا المجال
خلال العام الماضي.

وقال فريق البروفيسور بارك يوم 31 أكتوبر 2011 :
"نقلنا نسيج بنكرياس من خنزير إلى ثمانية قرود مصابين بالسكر ، وقمنا
بحقنها بـ إم.دي. 3 ، وهو عبارة عن جسم مضاد لنظام المناعة طوره فريقنا ،
وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر ، تبين أن أربعة قرود من بين القرود الثمانية
المصابين بالسكر أصبحوا في حالة صحية جيدة بمعدلات جلوكوز منتظمة في الدم".

وتم
الإعلان بشكل نهائي عن نجاح عملية نقل الأعضاء بعد ثلاثة أشهر ، وأوقف
الفريق إدارة كافة العقاقير ومن بينها إم دي 3 بعد أربعة أشهر من زرع
الأنسجة ، ولكن معدلات السكر في الدم في القرود بقيت عند معدلها الطبيعي من
بين 80 و90 mg/dl ، وهو أقل بكثير من معدل ما قبل عملية زراعة الأنسجة وهو
400 إلى 500 mg/dl.

فريق البروفيسور بارك وزملاؤه نجحوا في زراعة ونقل نسيج البنكرياس من خنزير إلى قرود.

وقال البروفيسور بارك : "ظلت القرود خالية من السكر
لمدة سبعة شهور ، ولم يتم تناول أي عقاقير للمناعة لمدة ثلاثة شهور ، ولكن
القرود حافظت على معدلات عادية للجلوكوز في الدم".

وتحتاج عملية تقل
الأعضاء عادة للحصول على عقافير للمناعة بعد العملية مباشرة ، ولكن تم
تطبيق نتائج أبحاث وإنجازات فريق البروفيسور بارك الأخيرة بنجاح على البشر ،
فإنه لن تكون هناك حاجة بعد الآن إلى الحصول على أدوية مناعة أو حتى إلى
متبرعين من البشر.

والتحدي الأكبر في عمليات نقل الأعضاء بين
السلالات المختلفة هو في الأمصال ما بين القرود وغير القرود ، ووفقا لما
ذكره البروفيسور بارك وفريقه ، فإن هذه هي المرة الأولى التي لا يحدث فيها
رفض للعضو الجديد بعد عملية توقف إدارة المضاد المناعي في عملية النقل.

وحظي
أعضاء الفريق باهتمام هائل في المؤتمر الدولي المشترك لرابطة زرع الأعضاء
الدولية وجمعية نقل الخلايا الذي عقد في ميامي عام 2011.

الطالب المريض بخلل مناعي يتحول إلى أخصائي في المناعة :

مضى
عام تقريبا على نجاح تجربة نقل نسيج البنكرياس من خنزير إلى قرد على يدي
البروفيسور بارك وفريقه ، وهو ما أعطى بصيصا من الأمل لأكثر من 300 مليون
مريض بالسكر في أنحاء العالم.

إلا أنه لم يصدر بعد من البرفويسور
بارك أي إعلان أو أخبار جديدة بعد ذلك ، وهو ما أصاب مرضى السكر وعائلاتهم
بمزيد من القلق أكثر من ذي قبل ، حيث تساءلوا عما إذا كانت القرود التي تم
نقل أعضاء الخنازير إليها ما زالت على قيد الحياة أو في حالة طيبة أم لا ،
وما إذا كانت هناك فرصة باقية أمام إمكانية الشفاء الكامل من هذا المرض
القاسي.

وأجاب البروفيسور بارك أخيرا عن ذلك بقوله : "القرود في
حالة جيدة ، جميعها في حالة مستقرة ، ومعدلات الجلوكوز في الدم لديها
طبيعية".

وعندما كان يدرس في المدرسة الثانوية ، كان بارك لديه مرض
"تينيتوس وجريفز بيزدو" ، وهو مرض عبارة عن خلل في النظام المناعي يسبب
النشاط الزائد في الغدة الدرقية ، ومن بين أعراض هذا المرض حدوث جحوظ في
العينين أو في إحداهما.

وحاصر هذا المرض الشاب الصغير ، وأدرك أنه
مرض يتمتع بمناعة ذاتية عندما اقترب من التخرج من كلية الطب بجامعة سيول
الوطنية ، والمعروف أن المرض المتمتع بالمناعة الذاتية يجمل النظام المناعي
للجسم يهاجم خلاياه الخاصة به.

وتفتحت عيناه على علم المناعة
وعمليات نقل الأعضاء عندما عمل باحثا في مدرسة الطب بجامعة هارفارد في
أوائل الثمانينات من القرن الماضي.

ويوجد ارتباط وثيق بين هاتين المنطقتين ، باعتبار أن الجينات المناعية أساسية لعمليات نقل الأعضاء.

واقتنع البروفيسور بارك بأن عملية نقل الأعضاء يمكن أن تكون وسيلة فعالة لعلاج بعض الأمراض المزمنة.

وعندما
بلغ 25 عاما ، بدأ يجري أبحاثه في عمليات نقل الأعضاء ، وانتهى الأمر
بتحقيق إنجازات في عمليات نقل الأعضاء من الحيوان إلى الإنسان ، وغير ذلك
من عمليات نقل الأعضاء بين السلالات المختلفة ، وذلك عبر منع عملية رفض
الأعضاء المنقولة في عمليات نقل الأعضاء بين الخنازير إلى القرود.

تدريب خلايا تي :

ويخطط
البروفيسور بارك لإنهاء تجاربه على الحيوانات قبل نهاية العام الحالي ،
على أن يبدأ في إدراء التجارب المعملية على البشر العام المقبل من أجل
استخلاص النتائج النهائية قبل عام 2015.

البروفيسور
بارك لديه خطة لإنهاء تجاربه على الحيوانات قبل نهاية العام الحالي ،
ليبدأ بعدها التجارب الطبية المعملية على البشر في العام المقبل.

والبحث الذي أجراه فريقه يحظى بأهمية كبيرة باعتبار أن نسيج العضو مستمد من خنزير غير معدل جينيا.

وكانت
أبحاث نقل الأعضاء بين السلالات المختلفة عادة قد شملت حنازير معدلة جينيا
وجينات مناعة بشرية من أجل منع حدوث الرفض من جانب النظام المناعي للأعضاء
التي تم نقلها من الحيوانات ، ولكن هذه الطريقة كانت خطورتها في إمكانية
حدوث أعراض جانبية غير معروفة بسبب الجينات المناعية البشرية المستخدمة في
التعديل الجيني للخنازير.

ومن بين الملامح الجديرة بالذكر أيضا في
أبحاث هذا الفريق غياب عملية الرفض بعد توقف عملية إدارة المناعة ، والذي
كان أمرا نادرا حتى في حالة نقل الأعضاء بين البشر أنفسهم.

ويقول أفراد الفريق إن هذه قد تكون أول عملية لنقل الأعضاء بين سلالات مختلفة.

وشغل
البروفيسور بارك الشاغل حاليا هو كيف يمكن تدريب الخلايا تي ، وهي "تي
الليمفاوية" ، أو خلايا تي" التي تنتمي إلى مجموعة الغدد الليمفاوية "خلايا
أكا للدم الأبيض" ، والسيطرة على استجابة النظام المناعي في الخلايا ، مع
وجود خلايا بي الليمفاوية التي تلعب دورا حيويا في عملية الاستجابة
المناعية المضادة للأجسام "أكا هيومورال المناعية".

ويقول
البروفيسور بارك : "خلايا تي في قلب النظام المناعي ، وبدون الخلايا تي ،
لن تكون هناك أجسام مضادة ، وبدون موافقة الخلايا تي ، لن يتم إنتاج خلايا
بي".

وهو يؤمن بأنه إذا تمكننا من تعاملنا مع خلايا "تي" بشكل جيد جدا ، فإن الجسم البشري سيمتلك نظاما مناعيا تاما.

ولعب مضاد إم دي 3 المنظم للمناعة الذي تم تطويره دورا حيويا في بقاء القرود على قيد الحياة.

ويؤمن
أعضاء الفريق بأن القرود بقيت على قيد الحياة بدون هذه الحقن نظرا لأن إم
دي 3 تضغط على خلايا "تي" التي تقاوم الغزاة "الجينات المضادة".

ويتوقع
الفريق أيضا أن يكون إم دي 3 قادرا على تسهيل عملية نقل الخلايا الجذعية
ومن بينها عمليات نقل الخلايا الجذعية المكونة للدم "HSCT ، عملية نقل
النخاع العظمي" بين البشر الذين لا يتوافقون جينيا.

ويشرح
البروفيسور بارك ذلك قائلا : "منذ أن اكتشف السير بيتر برايان ميداوار –
الحاصل على جائزة نوبل في الطب عم 1960 – "التفاوت المناعي المكتسب" ، أصبح
"تفاوت خلايا تي المنتج" من بين التحديات الكبيرة في عمليات نقل الأعضاء
والمناعة".

وأضاف : "البحث الذي أجراه فريقي كان بشكل أساسي عملية
إدراك لتفاوت الخلايا تي في القرود ، وكان هذا يعتبر على نطاق واسع خارج
نطاق الاحتمالات ، ولكن عملية نقل الأعضاء بين السلالات المختلفة ، وبخاصة
أنسجة البنكرياس ، كانت من بين الاستخدامات الكثيرة للتكنولوجيا الأساسية
لبحثنا".

الحصول على دعم عن طريق علاج ما يصعب علاجه :

البروفيسور بارك رجل حالم .. ويعشق الأحلام ، وتؤثر فيه كثيرا الطموحات الرائعة في أكثر اللحظات غير المتوقعة.

وهو يعشق أن يغمس نفسه بعمق في كل شيء يضع يديه فيه ، سواء الأبحاث أو عمليات نقل الأعضاء ، أو حتى قراءة رواية ، أو القيام بأي عمل.

وبعد
فترة صمت ، خرج علينا بشكل مفاجيء بالإعلان عن هذه المفاجأة الكبيرة ،
تماما مثلما فعل عندما ألقى الضوء على قضية هودكينز ليمفوما ، وهو نوع من
سرطان الغدد الليمفاوية الخبيث ، في عام 1998 بعد وفاة أكثر من 160 منذ
اكتشاف المرض.

وقال البروفيسور بارك : "يوجد نوعان من العلماء ،
الأول هو النوع المجتهد شديد التدقيق ، والثاني هو مثلي ، فنحن نحب بناء
الفرضيات وصناعة القصص نظريات وطرح الأسئلة ، وهي مواصفات عاشقي الأحلام".

ويلخص
البروفيسور بارك كلامه بالقول إنه يجب على الباحث أن يتخلى بـ"الجيونجات
الثلاثة" أو "سام جيونج" ، وهي : جيونج جيك "الأمانة" ، وجيونج هواك
"الدقة" ، وجيونج ميل "الانضباط".

ويشدد البروفيسور بارك على أن
أفضل هذه المواصفات هي "جيونج جيك" لأنها على حد قوله السفينة التي تحمل
الحقيقة ، فيجب أن تكون البيانات موثوق بها أولا ، فإذا تم العثور على خطأ ،
فإنه ينبغي على العالم ألا يتردد في تجاهله تماما.

وعندما كان
البروفيسور بارك سيونج هوي يكتب الإجابات على هذه الألغاز التي تبحث عن
إجابات منذ فترة طويلة ، كان الكثير من الناس الذين يعانون من الأمراض
المزمنة في كوريا وخارجها يراقبونه بصمت ويتطلعون إلى أي إنجاز آخر يحققه
بكل شوق وترقب.

باب الأمل مفتوح أمام نقل الأعضاء من الخنازير إلى البشر 2524575539

باب الأمل مفتوح أمام نقل الأعضاء من الخنازير إلى البشر 2032055086

اتمني الموضوع يكون عجبكم
ومتنسوا الردود الحلوه حبايبي

باب الأمل مفتوح أمام نقل الأعضاء من الخنازير إلى البشر 2524575539

باب الأمل مفتوح أمام نقل الأعضاء من الخنازير إلى البشر 642991356

باب الأمل مفتوح أمام نقل الأعضاء من الخنازير إلى البشر 3476087241

باب الأمل مفتوح أمام نقل الأعضاء من الخنازير إلى البشر 851357440

باب الأمل مفتوح أمام نقل الأعضاء من الخنازير إلى البشر 1169792918