الاسلام في كوريا

[b]سجد [b] سيئول المركزي والمركز الإسلامي، كوريا الجنوبية [/b][/b]

نشأة:

دخل الإسلام كوريا حديثًا ، في منتصف القرن العشرين. في عام 1955 خلال الحرب الكورية قاتل جنود أتراك ضمن التحالف وبقي البعض منهم في سيئول وعلى رأسهم الإمام إسماعيل أغلو الذي بدأ نشر الإسلام في كوريا .

في عام 1970 طرح قنصل المملكة العربية السعودية في كوريا الدكتور أنطاق الحسيني فكرة مشروع المسجد المركزي والمركز الإسلامي الكوري. وبدأ البحث عن تمويل من داخل وخارج كوريا . فتبرعت الدولة الكورية بقطعة الأرض في منطقة مهمة من سيئول . وقامت السعودية بتوفير الجزء الأكبر من المال المطلوب لتنفيذ المشروع. بدأ بناء المسجد عام 1974 وانتهى بعد سنة في 1975 . وتم الافتتاح عام 1976 وهو أول مسجد في كوريا . تم الافتتاح في 21 مايو عام 1976 في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود الذي دعم هذا المسجد ماليًا وأرسل وفدًا من السعودية برئاسة نائب وزير الحج وحضور عدد من المشايخ. كما حضر الافتتاح ممثلا عن الحكومة الكورية وعن بلدية سيئول . وسمي المسجد المركزي في سيئول وهو أيضًا المركز الإسلامي الوحيد في كوريا .

اليوم، يوجد 20 مسجدا كبيرا و46 مصلى في مدن مختلفة في كوريا الجنوبية . هذه المساجد بنيت بدعم من البلدان الإسلامية مثل السعودية وأبو ظبي وقطر وماليزيا وليبيا والمغرب .

كل يوم جمعة يحضر المسلمون لأداء صلاة الجمعة ويصل عددهم إلى ألف وخمسمائة شخص، وبما أن المسجد يستوعب حوالي 500 شخص لذلك يضطر البعض إلى الصلاة خارج المسجد.

ويتكون المسجد المركزي في سيئول من مصلى للرجال في الدور الثاني، وفي الدور الثالث مصلى للنساء، أما الدور الأرضي ففيه قاعات للتعليم ومكاتب.

وإلى جانب المسجد مبنى فيه مدرسة أمير السلطان لتعليم أبناء المسلمين المتواجدين في كوريا . وبلغ عدد التلاميذ 75 ويحاول المركز أن يفتح مدرسة رسمية إذا بلغ العدد فوق المائة. وهذه المدرسة يتم فيها تعليم الأطفال حفظ القرآن والأحاديث وأركان الإسلام ، وكذلك تدرس فيها العلوم وما يحتاجه الطفل المسلم من مواد أخرى.

الإسلام في كوريا :

تاريخيًا لم يتقبل المجتمع الكوري الإسلام وظل ينظر إلى المسلمين وكأنهم أغراب وليسوا من نسيج هذا البلد. وكان لدى الكوريين نظرة منحرفة عن الإسلام مثلًا أن الإسلام دين فيه عنف وتم نشره بقوة السلاح وموضوع تعدد الزوجات. كل هذا صعب انتشار الإسلام في كوريا . ولكن خلال السنوات الأخيرة كثر عدد المسلمين واستطاعوا تغيير نظرة الكوريين إليهم. ولكن تبقى هناك حاجة ملحة للدعم من قبل الدول الإسلامية للمسلمين في كوريا ليتمكنوا من نشر الدعوة وإبراز الإسلام.

نشاطات المركز الإسلامي:

يقدم المركز الإسلامي نشاطات متعددة خاصة تعليم من اعتنق الإسلام حديثًا وتدريس الزوار الذين يأتون إلى المركز. من أبرز هذه النشاطات دروس خاصة لتعليم اللغة العربية والتعريف بالثقافة الإسلامية.

تعطى دروس تعليم اللغة العربية مرتين في الأسبوع يوم الثلاثاء ويوم الخميس. وبعض المحاضرات تعطى أيام العطلة الأسبوعية مثلًا يوم السبت والأحد للزائرين وكذلك من المؤسسات والجمعيات والمدارس الذين طلبوا زيارة المسجد المركزي في سيئول وهي محاضرات خاصة للتعريف بالثقافة الإسلامية وليست دروسا دينية.

ويعتبر المركز الإسلامي في سيئول مقصدًا لكل من يريد اعتناق الإسلام. وهنالك سنويًا حوالي 80 شخصًا يدخلون الإسلام في المركز غالبيتهم من الكوريين أو الأجانب الموجودين في كوريا .

يتحقق دور المركز الثقافي الإسلامي الديني من خلال إعطاء دروس كل يوم الجمعة. كما يعمل الأئمة على توثيق عقود الزواج التي تعقد في المركز، والخدمات التي يقدمها عند حصول وفاة مسلم في كوريا مثل غسل الميت والصلاة عليه في المسجد. النشاطات الأساسية هي صلاة الجمعة ودروس تحفيظ القرآن التي تعطى في المسجد إما في الصباح أو المساء. وخلال شهر رمضان الكريم تقام إفطارات للمحتاجين وللمسلمين الموجودين في سيئول بالإضافة إلى المحاضرات التي يلقيها بعض المشايخ على هؤلاء بعد الإفطار.

أما الدور الاجتماعي للمركز فهو كبير جدًا ، فيتم الاحتفال بعقد الزواج في صالة كبيرة داخل المركز، في الطابق السفلي، حيث يجتمع المدعوون وعائلتا العروسين للاحتفال بزواجهم.

كما أن العديد من الزوار يحضرون إلى المركز مثل طلاب المدارس والجامعات الموجودين في سيئول حيث يتعرفون على المسجد وبقية أجزاء المركز ويتم الشرح لهم عن كيفية الصلاة وماهية الإسلام.

كما يوجد في المركز مكتبة تحتوي على العديد من الكتب الإسلامية باللغة العربية والكورية ولغات أخرى وقاعة مؤتمرات.

اتحاد مسلمي كوريا :

مهمة الاتحاد رعاية وحماية شؤون المسلمين في كوريا ويساعد الاتحاد عمل الدعاة الذين يعملون في كوريا لنشر الإسلام كما يدير الاتحاد التبرعات المالية وأملاك الوقف الإسلامي وذلك لتوفير خدمات أفضل للمسلمين في كوريا .

واتحاد مسلمي كوريا يحاول مساعدة كل المسلمين ورفع مستواهم المعيشي. ولتحقيق هذا الهدف يتم جمع التبرعات من داخل كوريا ومن الدول الإسلامية، ولكن المساعدات الخارجية لا ترتقي إلى المستوى المطلوب لتقديم يد العون لكل المسلمين في كوريا . كما أن الدعم للعمل الدعوي قليل. ففي كوريا تعددية دينية والإسلام واحد من هذه الأديان. ويحاول اتحاد مسلمي كوريا أن يشرح الإسلام كدين الأخلاق الحسنة ودين المحبة والمساواة ودين الوسطية والتعايش مع الآخرين. وفي السنوات الأخيرة زاد عدد معتنقي الإسلام في كوريا كما زاد اهتمام الكوريين بالإسلام والثقافة الإسلامية ويلاحظ ذلك من خلال الأعداد المتزايدة للطلبة الذين يدرسون العربية والإسلام.

وضع اتحاد المسلمين الكوريين خطة مستقبلية للإسلام في كوريا تتضمن بناء مسجد مركزي جديد في سيئول بسبب ازدياد عدد المسلمين وعدم قدرة المسجد الحالي على استيعابهم خاصة أيام الجمعة والأعياد ، ومن المعروف أن شتاء كوريا بارد وتتساقط الثلوج مما يجعل الصلاة خارج المبنى صعبة وظهور بعض المشاكل في المبنى القديم.

Laughing