كوريا .. دولة تزدهر في مجال تكنولوجيا المعلومات
المركز الرقمي للمكتبة الوطنية الكورية الذي يطلق عليه لقب "ديبراري" يقدم للجمهور فرصة الوصول إلى كميات كبيرة من المحتويات والموارد الرقمية. (الصورة من مجلة جونجام الأسبوعية). |
وفقا لما ذكرته سجلات "جينيس" العالمية للأرقام
القياسية ، فإن "أرفع" جهاز هاتف محمول في العالم و"أرفع" جهاز تليفزيون
"إل.سي.دي." هما من إنتاج كوريا.
فجهاز هاتف سامسونج "ألترا إيديشن" 8.4 Z370 المحمول
بالبعد الثالث الذي يتضمن كاميرا ملحقة به قدرة 2 ميجا بيكسل سمكه 8,4 مم
فقط ، ووزنه 7,1 جرام.
أما جهاز هاتف إل.جي. فسمكه 2,6 مم وبه شاشة عرض
كريستالية عالية الجودة فيعد أرفع من سمك عملة المملكة المتحدة فئة جنيه
إسترليني واحد.
وفي ضوء هذه القدرات المتقدمة ، فإن إسهامات الشركات
الخاصة مثل سامسونج وإل جي في مجال تكنولوجيا المعلومات أصبحت تحظى بشعبية
عالمية.
إلا أنه في السنوات الأخيرة ، بدأ المجتمع الدولي ينظر
باهتمام أكبر إلأى كوريا باعتبارها الدولة التي تشتهر بشكل كبير بالإبداع
والتنافسية في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات.
وفي 15 سبتمبر ، نشر الاتحاد الدولي للاتصالات اللاسلكية
ITU تقريرا بعنوان "قياس مجتمع المعلومات" الذي وضع كوريا على رأس قائمة
الدول في مؤشر تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT لعام 2010.
ويعد هذا بمثابة تحسن في رصيد كوريا في هذا المؤشر الذي
كان في المركز الثاني عام 2008 ، وتراجعت بعد ذلك إلى المركز الثالث في عام
2009.
وتضمن مؤشر التقييم سبعة عناصر رئيسية من بينها مستويات
الوصول إلى خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، ومهارات تكنولوجيا
المعلومات والاتصالات ، واستخدام الإنترنت.
وفي الوقت الذي تسجل كوريا بالفعل حاليا أعلى معدل للنمو
في العالم من حيث الرقم الإجمالي لمستخدمي الإنترنت ، فقد أكد المؤشر أن
كوريا لديها أعلى نسبة مئوية من مستخدمي الإنترنت.
كما حققت كوريا سجلا إيجابيا في مجال الوصول إلى
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومهارات هذه التكنولوجيا ، فجاءت في
المركزين الثاني والعاشر على التوالي في كل من الفئتين.
والأكثر من ذلك ، فإن كوريا وهونج كونج اللتين احتلتا
المركز السادس في المؤشر كانتا الدولتين الآسيويتين الوحيدتين اللتين دخلتا
قائمة العشر دول الكبار ، بينما شكلت الدول الأوروبية باقي القائمة.
وتلقى نظام الحكومة الإليكترونية الكوري المكثف أيضا
إشادة كبيرة ، فبعد حصول كوريا على المركز الأول بين 192 دولة في دراسة
أجرتها الأمم المتحدة حول الحكومة الإليكترونية ، حصلت كوريا على المركز
الأول في مسابقة جوائز الأمم المتحدة للخدمة العامة لعام 2011 PSA.
وهذه المسابقة نظمتها لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة
حول الإدارة العامة ، وتقدم من خلالها الجوائز لمؤسسات الخدمة العامة في
دول العالم المختلفة التي تبدع في مجال تنفيذ عمليات الإدارة العامة الجيدة
والفعالة.
وتمت الإشادة بكوريا بفضل قريتها لشبكات المعلومات www.invil.org
، وهي عبارة عن مشروع بوابة متعددة الأغراض على الإنترنت أنشأتها وزارة
الإدارة العامة والأمن لتقليل "الانقسام الرقمي" بين المناطق الحضرية
والريفية.
ويقدم الموقع تشكيلة من الخدمات الحكومية الإليكترونية
وأدوات التجارة الإليكترونية وبرامج التعليم عبر الإنترنت ، وغير ذلك من
الأدوات المخصصة لتحسين نوعية الحياة في المجتمعات الريفية.
وتمت الإشادة أيضا بنظام "مين وون 24" Minwon24 http://minwon24.go.kr بوصفه يقدم خدمات إبداعية في مجال الحكومة الإليكترونية الكورية.
ويمكن هذا النظام الذي يعمل عبر الإنترنت على تمكين
المستخدمين من تقديم كافة الشكاوى المدنية والالتماسات المدنية عبر
الإنترنت بدون الحاجة إلى زيارة مكتب حكومي خلال ساعات العمل الطبيعية.
المركز الرقمي للمكتبة الوطنية الكورية الذي يطلق عليه لقب "ديبراري" يقدم للجمهور فرصة الوصول إلى كميات كبيرة من المحتويات والموارد الرقمية. (الصورة من مجلة جونجام الأسبوعية). |
وهذا النجاح الذي سعت كوريا لتحقيقه ولتنفيذ إجراءات
الحكومة الإليكترونية من خلاله حظي بإشادة كبيرة أيضا في مؤشر الأمم
المتحدة لدرجة استعداد الحكومات الإليكترونية.
وهذا المؤشر – الذي أنتجته إدارة الأمم المتحدة للاقتصاد
والشئون الاجتماعية UNDESA – يقدم تقييما مقارنا لمستويات استعداد الحكومات
الإليكترونية في الدول الـ192 الأعضاء بالأمم المتحدة.
وتم وضع درجات التقييم على أساس ثلاثة مؤشرات رئيسية من
بينها مؤشر إجراءات الشبكات ، ومؤشر البنية الأساسية في مجال الاتصالات
اللاسلكية ، ومؤشر رأس المال البشري.
وعلى الرغم من أن تصنيف كوريا في العام الماضي لم يتم
نشره بعد ، فقد تم الإعلان عن أن كوريا تلقت رقما كاملا في "حالة الاستعداد
لدى الحكومة الإليكترونية" في عام 2011.
وتعد كوريا الدولة الأولى التي حصلت على الأرقام الكاملة في مؤشر خدمات الإنترنت منذ إنشاء هذا المؤشر.
وفوق كل ذلك ، ونظرا لأن مؤشر الخدمات عبر الإنترنت يبحث
في عوامل مثل قابلية الوصول وأمان خدمات الحكومة الإليكترونية ، فإن الرقم
الجيد يتحدث عن المستوى المتميز لنظام الحكومة الكورية.
واحتلت كوريا المركز الأول بين الدول التي تم قياسها من
حيث إجراءات الشبكات في عام 2010 أيضا ، وهو تحسن مهم عن المركز السادس
الذي احتلته في عام 2008.
وينظر مؤشر البنية الأساسية للاتصالات اللاسلكية إلى
تشكيلة من خمسة مؤشرات تقيس نسبة استخدام الاتصالات اللاسلكية لكل 100 فرد ،
ومن بين ذلك استخدام الإنترنت ، وأجهزة الكمبيوتر الشخصية ، وخطوط الهواتف
، والاشتراكات في الهواتف المحمولة ، والاشتراكات في خدمات الاتصالات
البرود باند.
أما مؤشر رأس المال البشري فينظر إلى قدرة المواطنين على الاستفادة بشكل كفء من خدمات الحكومة الإليكترونية.
وفي الوقت الذي كانت فيه سجلات البنية الأساسية للاتصالات
الللاسلكية ورأس المال البشري أقل ، حيث وجدت أن كوريا تحتل المركزين
الثالث والسابع على التوالي ، فإن هذه التقييمات لم تكن حاسمة في تحديد
السجل النهائي للمؤشر.
وكان حصولها على المركز السابع في مؤشر رأس المال البشري تحسنا مهما بعد أن كانت في المركز العاشر في عام 2008.
وفي مؤشر استعداد الشبكات التابع للأمم المتحدة NRI الذي
يقيس أيضا مدى جاهزية المستخدمين وقدرات التعامل مع المعلومات المتنوعة
وتكنولوجيات الاتصال ، شهدت كوريا تحسنا من المركز الخامس عشر في العام
الماضي إلى المركز العاشر هذا العام.
وبدا هذا التحسن واضحا في كافة المستويات ، وبخاصة من حيث
بعد "استخدام الشبكات" ، فقد حققت كوريا المركز الأول من حيث مؤشر
الاستخدام الحكومي ، والمركز الثاني من خلال استخدام الشركات ، والمركز
الرابع في مؤشر استخدام الأفراد.
وهذه المراكز مجتمعة تمنح كوريا أعلى التصنيفات في مجال استخدام الشبكات.
ويمكن أيضا للاتجاه التصاعدي للتنافسية بين الشركات الكورية أن يكون عاملا ناجما عن وجود أساس لقدرات تكنولوجيا المعلومات للشركات.
ووفقا لما ذكره تقرير تنفيذ الأعمال الصادر عن البنك
الدولي لعام 2011 ، فقد تحسن أداء كوريا في ستة مؤشرات من إجمالي عشرة
مؤشرات تتضمن تقييم نوعيات بيئة الأعمال في كل دولة والقواعد التي تحكمها.
وفي مؤشر "بداية الأعمال" قفزت كوريا من المركز الستين إلى المركز الرابع والعشرين.
وهذا التحسن يعود إلى تحسن عملية البداية ، حيث يتضمن
أنظمة على الإنترنت أكثر سهولة وملائمة لأصحاب الأعمال المحتملين ، والذي
نجح في تخفيض الوقت الإجمالي والطاقة المطلوبة لبداية نشاط أعمال.
وبالنسبة لمؤشر التجارة الدولية ، ارتفع ترتيب كوريا
لأربعة مراكز عما كان عليه الحال في العام السابق ، وهو ما يشير إلى تطور
نظام الإنترنت للتحكم في عمليات الاستيراد والتصدير ، وما نجم عن ذلك من
خفض في تكاليف التجارة.
وفي أكتوبر الماضي ، تجاوز عدد مستخدمي الهواتف الذكية في كوريا 20 مليون شخص.
ومع وجود اثنين بين كل خمسة كوريين متصلين بهاتف ذكي ،
فإن ألقابا من نوعية "دولة تكنولوجيا المعلومات" و"دولة الهواتف الذكية" لم
تعد تتضمن أي مبالغة.